دقت الساعة فى منزلنا الخالى معلنة الثالثة بعد منتصف الليل
دقت الساعة بصوت خافت وكأنها ترجف من برودة الليل فى هذ المنزل الكبير
الخالى من الحياة .
ومع الصوت الخافت للساعة علا صوت آخر
كان صوت الهاتف
كان صوته يخرق صمت الليل كسهام حادة
استمر الصوت طويلا
شعرت بالصوت يتردد فى أرجاء الغرفة
وكأنها تتوسل أن أجيب وارحمها من هذا النداء
استيقظت من نومى وتحركت لتلك الآلة الصغيرة المزعجة
كانت قدماى بالكاد تتحرك وجفونى اثقلها التعب
وأخيرا وصلت للهاتف ورفعت السماعة بهدوء
وسمعت من الطرف الآخر صراخ وعويل
كانت صرخات مكتومة وكأن صاحبتها لا تقوى على التأوه
لم افهم شيئا من الكلمات ولكنى ميزت الصوت
صوت صديقتى تصرخ
حاولت جاهدة ان اهدأ من روعها ولكنى فشلت
حاولت ان افهم ما تقوله ولكن دون جدوى
وبعد دقائق من الصراخ بدأ الصوت يهدأ
واصبحت الكلمات مفهومة
الا أنها كانت كلمة واحدة , كلمة ظلت ترددها كثيرا
مات مات مات
شعرت بالأرض تهتز تحت أقدامى
انه هذا الشعور الأحمق بالألم والفراق
كنت اسمع صراخها يلتف من حولى
ولم تمر ثوانى حتى انهمرت دموعى
وتوقف بى الزمن للحظات وتوقف عقلى عن التفكير
وللحظة لم أشعر بما يحدث من حولى
يا الله ماذا حدث ؟ وكيف حدث ؟
عصفت التساؤلات بعقلى وشغلت كل تفكيرى
حتى انى اغلقت الهاتف دون ان اسألها من الذى مات؟؟؟؟
هناك تعليقان (2):
حلوة اوى بجد ا سومه
احساس فظيع بالالم لمجرد انك سمعت ان احد قريب منك يبكى لفراق اعز الناس اليه
الم و فراق قد يتعرض لهم اى شخص لحظه فجأه يستيقظ فيعرف ان من كان اقرب النس اليك قد فارق حياته و لا يمكن لك ان تتكلم معه ثانية او ان تشعر بوجوده حولك
هل للصراعات التى تحدث فى حياتنا جدوى او شعورنا باحباط من فعل فعلناه او حتى حزننا على شئ تافه مثل اهتمام احدهم بنا فكلنا مفارقون
احب من حولك و سيحبب فيك الله كل من حولك
احب الله اولا فيحبك اهل الارض
أسماء..
رسمت موقفا صعبا بكلماتك.. الموت صعب على كل الناس.. و يتناقل حزنه بين قلوب البشر..
ترابط القلوب يزيد من ذلك الحزن.. و ربما هذا هو ما شعرت به بطلة القصة.. فلم تسأل من الذي مات.. لكنها شعرت به..
تحياتي
محمد
:)
إرسال تعليق